العفّة
وهي : الامتناع والترفع عمّا لا يحل أو لا يجمل ، من شهوات البطن والجنس ، والتحرّر من استرقاقها المُذِل .
وهي من أنبل السجايا ، وأرفَع الخصائص . الدالة على سموّ الإيمان ، وشرف النفس ، وعزّ الكرامة ، وقد أشادت بفضلها الآثار :
قال الباقر عليه السلام ) : ( ما من عبادة أفضل عند اللّه من عفة بطن وفرج )(1) .
وقال رجل للباقر ( عليه السلام ) : ( إنّي ضعيفُ العمل ، قليل الصلاة قليلُ الصيام ، ولكنّي أرجو أنْ لا آكلَ إلاّ حلالاً ، ولا أنكَح إلاّ حلالاً . فقال له : ( وأيّ جهاد أفضل من عفّة بطن وفرج )(2).
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: ( أكثر ما تلِج به أُمّتي النار ، الأجوَفان البطْن والفرج )(3).
_____________________
(1) الوافي ج 3 ص 65 عن الكافي .
(2) البحار م 15 ج 2 ص 184 عن محاسن البرقي وقريب منه في الكافي .
(3) البحار م 15 ج 2 ص 183 عن الكافي .
الصفحة 89
حقيقة العفّة :
ليس المراد بالعفّة ، حرمان النفس مِن أشواقها ، ورغائبها المشروعة ، في المطعَم والجنس . وإنّما الغرَض منها ، هو القَصد والاعتدال في تعاطيها وممارستها ، إذ كلّ إفراط أو تفريط مضرٌّ بالإنسان ، وداعٍ الى شقائه وبُؤسه :
فالإفراط في شهَوَات البطن والجنس ، يفضيان به إلى المخاطر الجسيمة ، والأضرار الماحقة ، التي سنذكرها في بحث ( الشره ) .
والتفريط فيها كذلك ، باعث على الحرمان مِن متع الحياة ، ولذائذها المشروعة ، وموجبٌ لهزال الجسد ، وضعف طاقاته ومعنويّاته .
الاعتدال المطلوب :
من الصعب تحديد الاعتدال في غريزَتَيّ الطعام والجنس ، لاختلاف حاجات الأفراد وطاقاتهم ، فالاعتدال في شخصٍ قد يُعتبَر إفراطاً أو تفريطاً في آخر .
والاعتدال النِّسبِي في المأكل هو : أنْ ينال كلّ فردٍ ما يُقيم أودّه ويسدّ حاجته من الطعام ، متوقّياً الجشَع المقيت ، والامتلاء المرهق .
وخير مقياس لذلك هو ما حدّده أمير المؤمنين ، وهو يُحدّث ابنه
الصفحة 90
الحسن ( عليه السلام ) : ( يا بني إلاّ أُعلّمك أربع كلمات تستغني بها عن الطبّ ؟ فقال : بلى يا أمير المؤمنين . قال: لا تجلس على الطعام إلاّ وأنت جائع ، ولا تقم عن الطعام إلاّ وأنت تشتهيه ، وجوّد المضغ ، وإذا نِمت فأعرض نفسك على الخلاء ، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطبّ ) .
وقال : ( إنّ في القرآن لآية تجمع الطبّ كلّه : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ))( الأعراف : 31 )(1) .
والاعتدال التقريبي في الجنس هو تلبيةَ نداء الغريزة ، كلّما اقتضتها الرغبة الصادقة ، والحاجة المحفّزة عليه .
محاسن العفّة :
لا ريب أنّ العفة ، هي مِن أنبل السجايا ، وأرفع الفضائل ، المُعربة عن سموّ الإيمان ، وشرف النفس ، والباعثة على سعادة المجتمع والفرد .
وهي الخلّة المشرَّفة التي تُزيّن الإنسان ، وتسمو به عن مٌُزريات الشره والجشَع ، وتصونه عن التملّق للّئام ، استدراراً لعطفهم ونوالهم ، وتحفّزه على كسب وسائل العيش ورغائب الحياة ، بطرقها المشروعة ، وأساليبها العفيفة .
_____________________
(1) سفينة البحار م 2 ص 79 عن دعوات الراوندي .
وهي : الامتناع والترفع عمّا لا يحل أو لا يجمل ، من شهوات البطن والجنس ، والتحرّر من استرقاقها المُذِل .
وهي من أنبل السجايا ، وأرفَع الخصائص . الدالة على سموّ الإيمان ، وشرف النفس ، وعزّ الكرامة ، وقد أشادت بفضلها الآثار :
قال الباقر عليه السلام ) : ( ما من عبادة أفضل عند اللّه من عفة بطن وفرج )(1) .
وقال رجل للباقر ( عليه السلام ) : ( إنّي ضعيفُ العمل ، قليل الصلاة قليلُ الصيام ، ولكنّي أرجو أنْ لا آكلَ إلاّ حلالاً ، ولا أنكَح إلاّ حلالاً . فقال له : ( وأيّ جهاد أفضل من عفّة بطن وفرج )(2).
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: ( أكثر ما تلِج به أُمّتي النار ، الأجوَفان البطْن والفرج )(3).
_____________________
(1) الوافي ج 3 ص 65 عن الكافي .
(2) البحار م 15 ج 2 ص 184 عن محاسن البرقي وقريب منه في الكافي .
(3) البحار م 15 ج 2 ص 183 عن الكافي .
الصفحة 89
حقيقة العفّة :
ليس المراد بالعفّة ، حرمان النفس مِن أشواقها ، ورغائبها المشروعة ، في المطعَم والجنس . وإنّما الغرَض منها ، هو القَصد والاعتدال في تعاطيها وممارستها ، إذ كلّ إفراط أو تفريط مضرٌّ بالإنسان ، وداعٍ الى شقائه وبُؤسه :
فالإفراط في شهَوَات البطن والجنس ، يفضيان به إلى المخاطر الجسيمة ، والأضرار الماحقة ، التي سنذكرها في بحث ( الشره ) .
والتفريط فيها كذلك ، باعث على الحرمان مِن متع الحياة ، ولذائذها المشروعة ، وموجبٌ لهزال الجسد ، وضعف طاقاته ومعنويّاته .
الاعتدال المطلوب :
من الصعب تحديد الاعتدال في غريزَتَيّ الطعام والجنس ، لاختلاف حاجات الأفراد وطاقاتهم ، فالاعتدال في شخصٍ قد يُعتبَر إفراطاً أو تفريطاً في آخر .
والاعتدال النِّسبِي في المأكل هو : أنْ ينال كلّ فردٍ ما يُقيم أودّه ويسدّ حاجته من الطعام ، متوقّياً الجشَع المقيت ، والامتلاء المرهق .
وخير مقياس لذلك هو ما حدّده أمير المؤمنين ، وهو يُحدّث ابنه
الصفحة 90
الحسن ( عليه السلام ) : ( يا بني إلاّ أُعلّمك أربع كلمات تستغني بها عن الطبّ ؟ فقال : بلى يا أمير المؤمنين . قال: لا تجلس على الطعام إلاّ وأنت جائع ، ولا تقم عن الطعام إلاّ وأنت تشتهيه ، وجوّد المضغ ، وإذا نِمت فأعرض نفسك على الخلاء ، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطبّ ) .
وقال : ( إنّ في القرآن لآية تجمع الطبّ كلّه : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ))( الأعراف : 31 )(1) .
والاعتدال التقريبي في الجنس هو تلبيةَ نداء الغريزة ، كلّما اقتضتها الرغبة الصادقة ، والحاجة المحفّزة عليه .
محاسن العفّة :
لا ريب أنّ العفة ، هي مِن أنبل السجايا ، وأرفع الفضائل ، المُعربة عن سموّ الإيمان ، وشرف النفس ، والباعثة على سعادة المجتمع والفرد .
وهي الخلّة المشرَّفة التي تُزيّن الإنسان ، وتسمو به عن مٌُزريات الشره والجشَع ، وتصونه عن التملّق للّئام ، استدراراً لعطفهم ونوالهم ، وتحفّزه على كسب وسائل العيش ورغائب الحياة ، بطرقها المشروعة ، وأساليبها العفيفة .
_____________________
(1) سفينة البحار م 2 ص 79 عن دعوات الراوندي .